غموض حياة

القائمة الرئيسية

الصفحات

 غموض حياة 

أصابتني سِهام القَدر، فَعجِبتُ لِحالي، ولِما أنا عليه الأنْ، أشعُر بأنني خالٍ مني!، فَكُلما حاولتُ أنْ ألمسني لَمِستُ الفَراغ، وحُطامُ الفراغ علىٰ جبهتي يَمد المدىٰ ويُهيل الترابا يُغلْغِلُ في خطواتي ظلامًا ويَمتدُ في ناظري سرابا، ولكنْ هَلْ لِأحد أنْ يَنتشلني مِن هذا الغموض؟، فلَنْ تَفْهَمُونِي دُونَ مُعجِزةٍ لِأَنَّ لُغاتِكُمْ مَفهُومةٌ إِنَّ الوُضُوحَ جَريمَةٌ، حَيْثُ الغُمُوضُ أَنْ تَحْيَا؛ وحَيْثُ الوُضُوحُ أَنْ تموت، وكأنَّ جَسدي تَرك كُل شيء وصار يَسبح في عالمٍ مَغمُور بِالفناء، وكأنَّ يَدي تَركتْ كُل شيء تمسّكت بهِ ولمْ يُجدي بهِ نفع، وإذا بِروحي تَهمِس لي بِأن العُزلة هي بَيتُ السلام، وأنام مِلء جفُوني عَن شَوارِدها ويسهر الخَلقُ جِراها ويخْتصمُ، فَيتلون كُل شيء ويصبح ألمكْ عصيّ الفِهم، فَتُغلق عليهِ في داخِلكَ، فَهُناك إحساسًا غامضًا، وحدسًا مُفاجئًا، يُنبئ أنَّ شيئًا قد إنتهىٰ، وإنكَسر، ولا بدّ أنْ يقوم علىٰ أنقاضهُ شيءً آخر، فأشعُر بأنَّ الحرب في هذة الحياة ليسَ بإمكانها حَسم أي شيء، وأنَّ الإنتصار في حرب مَشئووم مِثلهُ مِثل خسارتها، وفنيَّ الظلام بعد أنْ مضىٰ الرفاق، وضعتُ في الأزقة، في ليلة رَحيل أمطرتها أدمُعي، فيا غموضَ روحي عُذرًا، حينَ أجلتُ كِفاحي، وتغافلْتُ عنْ الليل؛ فَلمْ أنثر لهُ نورَ صباحي.

لـ سمر سمير



تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع