هل افترقتُما!؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

 

بقلم: ندى عبود


لمْ أُفارقْ، لمْ أغيبْ، لم أملّْ، لمْ أخون.

بلْ فُورِقتُ، وَغِيبَ عنِّي، وَمُلَّ مِنِّي، وَخانَني.

لمْ أرغبْ يومًا في الرَّحيلْ لكنْ لمْ أجدْ ليَ مكاناً مُناسبًا، كُنتُ دائمًا أُحاول-بِلَا استثناءات-، كنتُ دائمًا أهتمُّ، أعلمُ أنِّي لمْ أكُنْ بِالشَّخصِ المُناسب، وَلمْ أكُنْ ملاكًا، وَلكنِّي لمْ أجدْ توافُقًا، لمْ أجدْ ذلكَ الشَّيءُ الَّذي عندما أَميلُ أُسندْ عليه، لمْ أجدْ ذلكَ الشَّيءُ الَّذي كنتُ أُعطيه، لمْ أجدْ اهتمامًا، وَلَا حبًّا أيضًا، لكن كُنتُ دائمًا على استعدادٍ بِتضحيةٍ كبيرةٍ مِن أجلِ أنْ يُسعدْ، كُنتُ كومةَ هُمومٍ كبيرةً وَأنا مُجرَّدُ فتاةٍ بسيطةٍ تحلمُ بِقصةٍ بسيطةٍ وَحياةٍ بسيطة، بعدَ جميعِ تضحياتي لمْ أودُّ الرَّحيلَ أيضًا وَلكنْ هُوَ مَن أرادَ هذا.

اكتشفتُ أنَّ جميعَ مُحاولاتي في كوني شخصًا مُناسبًا قدْ رسبتْ، لَا أعلمْ.. رُبَّما أنا بِالفعلِ غيرُ مناسبة، رُبَّما كانتْ اهتماماتي تطفُّلاً، رُبَّما كانَ خوفي تمثيلاً، رُبَّما كانَ حُبِّي إعجابًا، رُبَّما أخطأَ قلبي في التمييز.

لمْ أتفهَّمْني، وَلمْ أجدْ رداً مُناسبًا عليّ، لمْ أجدْ أيَّ جوابٍ بعد، لكنْ بِداخلي شيءٌ باتَ ميتاً-وَلَا يُمكنُني الهروب منه-، تُلاحقُني الذِّكرياتُ في كُلِّ مكانٍ، كَأنَّها خُلِقتْ لِكيْ تكونَ لِتفكيري.


لكنِّي مَازلتُ أُوقنُ بِأنَّني

لستُ بِالشَّخصِ المُناسبْ لِأحدٍ.


تعليقات

التنقل السريع