لقد كره واقعه وبشدة، ثم قرر بعدها الابتعاد عن هذا العالم، ولكن كيف سيفعل ذلك! فإن هرب من هذه البلد ستلاحقه مشاكل أخرى في بلدٍ مختلفةٍ، يأس من هذا القرار ففكر في فكرة أخرى الانتحار، لا إنها أسوأ من الفكره السابقة، يا إلهي ماذا سيفعل وفيم سيفكر، وفجأة طرقت فكرة جذابة في عقله، من جمالها شعر أنه قد ملك الدنيا بما فيها، قرر شراء بيت جديد وبناء كل أحلامه، وخططه في هذا المنزل وحده دون أن يشتت تفكيره أحد ولتكون هذه الفكرة هي أولى خطوات تعافيه من يأسه وحزنه. نعم فعل ذلك، قام بشراء بيته الذي لون جدرانه بالحب وقرر أن يتخيل أنه في أحد العوالم القديمة، وكان ملك هذه المملكة التي اختارها لنفسه، وكان يملك جارية جميلة تدعى "أماريانا"، وقد أنارت هذه الجارية ديجور عينيه، وأعادت لقلبه الحياة، أصبح نشيطًا، وسعيدًا وقويًا، وظل في منزله يجري ويقفز، لقد وجد حبه وأُضيأت شمس حياته، ولكن قد قاطع هذا الخيال المدهش من يطرق باب بيته، ذهب لفتحه وعندما فتح الباب وجد "أماريانا" أمامه ممسكة بيده لتُدخله عالمها الخاص وليعود بطل قصتنا إلى مملكته التي نسج خيوطها بنفسه، ولكن لم تكن هذه الأحداث حقيقية، كل هذا كان في مخيلة صديقنا هذا فقط لا غير، ففي اليوم التالي استيقظ ليجد نفسه ملقيًا على الأرض في نفس بلده، ولكن بعد ما حدث ليلة أمس، حاول صديقنا التفكر فيما حدث له وفك خيوط هذه الأحداث فقد استطاع حتمًا معرفة معنى كل لحظة؛ فقد كانت الجارية هي إنسان جميل ذو قلب طيب نقي يغير الحياة بأعين كل جريح، أما عن المملكة فهي القوة وكونه قائدا وهذا ليس موجود عند كل أفراد مجتمعنا فكل ما يحتاجه بطل هذه القصة قلبًا طيبًا، وقوة، وقيادة، فيا أيها البشر، كونوا ذوي قلب طيب يلطف من شقاء الآخرين، وادعموا غيركم سواء بالتشجيع أو بتفويض المهام؛ فكل منا يريد أن يعيش في يوم ما، قائدًا في يوم ما، أو زمان ما، كان إنسانًا يريد أن يستمتع بالحياة.
بقلم : فرح مصلح

تعليقات
إرسال تعليق