لا عليكِ يا مقاطع تجَمهر الرفاق الغرباء، ليتكِ تدركين أني -حقًا- أتوق إليهم، رغمَ مُشاركتهم معِي شتىٰ أحداثِ يومِي، إلَّا أني أحتاج وجودهم الواقعِي. لا أنكر أنه بدون وُجودهم لم أكُن لأكتب لكَ أحرفِي تلكَ، لكن ماذا لو انعدمت المسافَات بيننَا، وباتَ التلاقِي لا يستغرق الدقائق؟ أتعتقد أن احتضانهم سيُبقِيني هكذا؟
لا؛ كُنت سأرزق الأمان إبَّان رؤيتهم، وبدلاً من المُحادثات الطويلة علىٰ المواقع، كانت اللقاءات ستفِي بالغرض، لم أكُن لأهاب القادم، وأتأذى من الحاضِر؛ لأنَ التقاء جِناننَا سيطَمئننِي، ويغدو الملجئ المُريح السرمدي.
علاقات المواقع الحقيقيَّة سراج يُضاء بهِ غيبهان الأفئدة، وأمل يُعافر بهِ جوفَ عباراتِ القُنوط، أمَّا عن الواقع! أستيقظ وأجد رفيقتِي برفقتِي، تزورنِي حيثُما يراودنِي الضعف والخوف، وتمنحنِي الابتسامة بخروجنَا سويًا، بَل تجعلنِي أبكي بقدرة على تحقيق ذلكَ داخل قيودها الدافئة.. مشاعر مُبعثرة، لكنها جمِيلة ومُطمئنة؛ أتمنى التنعُم بها بصُحبة من أحِب.
وأنتم يَا موطنِي المنزو: رُبما لم تسعُنا الأيام بعد؛ لِنختبئ من قسوةِ العالم طيَّ عانِق كلانَا، لكن حتىٰ يحِين الأذل، ستبقون الأقرب.
بقلم : مريم الديب

تعليقات
إرسال تعليق