اتضح أن تلك الدنيا كبيرة للغاية، ليست كما كانت تراها عيني، لم أكن أعلم أنها ستكون بهذا الصعوبة، لم أكن أعلم أنها مليئة بالغدر، وأن الأحلام طريقها مليء بالأشواك، وأنه ليس لكل طريق رفيق، أحيانًا يفضل العبور وحدك دون أحد، عليك المضي قدمًا دون زلة قدم، وإن زلت فعليك أيضًا الوقوف وحدك، أتعلمون؟ كنتُ أظنها أبسط، كنتُ أظنها دائمًا هينة لا تقسو، كنت أظن الطريق حافل بالورود والخضار، ولكن اتضح أن الطريق حافل بالعثرات، في صغرنا لا أحد يقل لنا كيف هي، يتركوننا صغار نكبر وحدنا، نحلق بأمانينا في السماء العليا، نضع في كل طريق حلم وبداخلنا يقين أننا سنحققه يومًا، نظنها ستظل هكذا تملؤها الضحكات، نقول دومًا: ترى متى سنصبح كبار؟ هناك ما ينتظرنا، لنحققه، لتصدمنا الحياة بحقائق كنا نظنها كذبًا، ونرى الحقيقة التي تتمنى قلوبنا لو كانت كذبًا، تعاملنا بقلوبنا النقية واعتقدنا الجميع هكذا، لكن اتضح أنه عندما ترى الدنيا بعين قلبك، سترى أن القلوب ألوان، منها النقي الذي لم تدمره الحياة بعد، ومنها الأحمر الدامي من النزف، ومنها الأسود الذي تحامل على الحياة بقوته يفعل ما يشاء دون سؤال، اتضح أن الوصب الذي يُترك بك من أحد تحبه يطعن داخلك بكل ما أوتي من قوة، الحياة مليئة بالصراعات ولن تنجح دائمًا، ستسقط كثيرًا ولا مانع إن جعلت أحلامك سراب، قد لا تصل أبدًا إلى ما تريد، ومع كل حلم تخسره، تذهب قطعة من روحك معه، ولم يعد الليل للنوم كما كنا نظن، بلى الليل بلاء لكل من يتآكل بالظنون، إنما الحياة أكبر خدعة، تُخبئ الكثير من الآلآم تنتظرك فقط لتقف على قدميك لتتلقى الصفعات، وتتغير بعينيك، يبدو أن خطئي الوحيد هو أنني كنتُ دومًا أراها بعين طفلة تنظر للنجوم مساءً قائلة: سأصل إليكِ، وعندما ظنت أنها تحلق وجدت نفسها متهاوية على الأرض، لا قدرة لها على التحرك، ليتنا لم نكبر يومًا!
ليتنا نعود صغارًا، وتعد الحياة كما كانت!
بقلم : إيمان ذكريا"ياقوت"

تعليقات
إرسال تعليق