صديقٌ من جدرانِ حُجرتِي

القائمة الرئيسية

الصفحات

صديقٌ من جدرانِ حُجرتِي


في زاويةِ غرفتي يقف هو، أشعثُ الشعرِ، وجههُ مشحوذٌ بعنفٍ، مليءٌ بالخدوشِ العميقةِ، يسار عينيهِ دامٍ، يستلقي فوق كتفهِ طائرٌ بعيد كل البعد عن وجههِ.

أتى زاحفًا قربي حيث لا زلتُ فوق سريريَ أتربع أعدُّ الدقائق حتى بزوغِ الشمسِ، استند بذراعيهِ فوق ركبتايَ واقترب يهمسُ بكلماتٍ متقطعةٍ بصوتهِ المتحشرِجِ.. أنه اشتاقَ إليَّ.

أنه حاولَ القدومَ نحوي دائمًا، حاول البقاء بجانبِي، لذا وبِـبَديهيةٍ سألتهُ عن من منعَه، فأجابَ سائِلًا إيايَ عن رأيي فِيمَن حوله لذاكَ المسخِ، لم أكن أعلم..لم أكُن أدرِكُ أن الفاعِل كانَ أنا، وأن من منعهُ عني كانَ نفسه الذي يرغبُ قربهُ، نفسي. 

حاولتُ إبقائه أقربَ حيث الدفءِ الذي يحيط كتفايَ من أغطيةٍ، لكنهُ عافَني وبنظراتِه حزنٌ كمينٌ، أصابني ببضع كلماتٍ زعزعَ بها سُبات فؤادي.. قالَ أني لا أصلُح كـامرىءٍ سوِي، أنني أملِكُ من السوءِ ما يكفي ليُقسم على أهلِ الأرضِ أجمَع، لملمتُ جشعي حينَها بالنظرِ لعينيهِ.. كانت قد التمعت بوضوحٍ جَلِيٍ، أمّا عنهُ فنَهضَ من قُربي ورمقني لبِضع لحظاتٍ، ثمَّ ابتعد عائدًا مختبئًا بجدرانِ غرفتِي من حيثُ أتى. 


-سُندس فارِس.


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع