دَمار شامل

القائمة الرئيسية

الصفحات


كفىٰ؛ فالوَاقع غدىٰ لا يُحتمل، والهُروب مِنه صَار مُستحيلًا كمَا هوَ حَال إكمَال التعَايش مَعه، لم أعد أدري بأي وسيلةٍ قد أتمَكُن من إيصال مَا أشعر به لكم، وقد أخفَت عيناي عنِي النظر؛ حتى لا يزدَاد أنين قلبي مِن هون مَا سأراه؛ لأنه حقًا لا يُحتمل لإضمَانه قتلٍ بغيرِ حق، وخيانة بعدَ أعوامٍ مِن العهود الزائِفة، وإهانة مُميتة، وأشياء آخرى كثيرة مُجرد تخيُّلها؛ يُدمي الجِنان قهرًا، أما عن أذناي فصمَّتهم يداي؛ كَي لا أستمع إلى أسوء الألفاظ، وفُحش الأخبار، ووعود ستُدمر ليَّ الحَياة، وصوتٍ عالٍ يَجعل أركان الفؤاد ترتجف خوفًا ورعبًا، وحتى فمِّي خُيِّطت فتحاته؛ خوفًا مِن صراخٍ وردَة فعلٍ رُبما تصدر مني بدون قصد؛ نتيجة عدم تحمُلي لشتى ما يحدث تُدمر كُل شيء، لا أنبأ كيفَ بِتُّ مُشوشة كزهرةٍ نباتِ الصبار التي ينتابها الشوك من دَهماء الأكنَاف ولا يُوجد فيها سوى جزء بسيطٍ مُحَافِظ، ورغمَ ذلك لم يَشفع لها ذلك المُحيط، وبقيَّ السيء حديث الجميع عنها كُلما ذُكر اسمها، أستطيع إجبار عقلي بإيقاني التَام أنني لن أرتاح سوى مَع غروب روحي؛ لأن مع كافةِ عوامل الكتمان تلكَ نُفيَّت مُهجتي مِن ذاتي.


بقلم الكاتبه : مريم الديب

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع