طفلتك الناضجة يا أبي

القائمة الرئيسية

الصفحات

 طفلتك الناضجة يا أبي


بقلم: أفنان الجماعي


أنا قوية، لا أحتاج لأحد، قوية بمفردي، قوية بعقليتي البسيطة وأحلامي الصغيرة، أنا بخير لا أحتاج لجلسات العلاج النفسي ولا لأدوية الطب الحديث.

أنا لست بحاجة لبسمة مجاملة ولا لجملة "أنتِ قوية"، لا أحتاج لزعمكم أنكم تريدون مصلحتي، ولا أحتاج لمساعدتكم لي في أموري الصغيرة والابتعاد عني في أشيائي التي أكون بحاجتكم.

أنا لست بحاجة لنصائحكم المخطئة التي تقدمونها بغل وتزعمون بأن أمري يهمكم، لا أحتاج لرسائلكم لي ولا أسئلتكم عني، ولا أريد منكم حبكم الظاهر المزيف، أنا لا أكرهكم وفي نفس الوقت أنا لا أحبكم، أنا لا أحتاج منكم أي شيء، أنا فتاة عادت طفلة صغيرة بسبب حلمٍ صغير، لكنه أكبر مما تتخيلون، أنا طفلة تحتاج لأن تضع رأسها على مخدتها وتخلد إلى النوم لكن عندما يحين وقت استيقاضها من النوم لا تريد أن تستمع لصوت ذلك المنبه المزعج، تريد أن تستيقظ على صوت والدها، أن تنهض وهي تضحك لرؤيته وتقفز فرحًا، أن يحملها على ظهره حتى طاولة الطعام، ويقوم بإطعامها بيديه الحنونتين، أن تنتهي من تناول طعامها وتريد أن لا تنتهي بسرعة، أن يبدأ حديثه معها وهو ينزل لمستواها؛ يجلس على ركبتيه ويحتضن وجهها الصغير بكفيه الدافئتين ويقول"أنتِ من خرجتُ بها من هذه الدنيا، أنتِ ثروتي التي أمتلكها أريد أن يأتي يوم ما ويناديني الجميع بوالد "أفنان"، وأجيبهم بفخر نعم أنا هو، لتجيبة قائلة بتلك الجملة التي تمنت كثيرًا أن تجرب نطقها كبقية الأطفال "حاضر يا أبي"، ليسعد بطفلته الناضجة ويقبل على رأسها قبلة دافئة تُيقظها من نومها، بعدها ستصبح تلك الفتاة التي لا تهزم؛ لأنها سمعت تلك الكلمات التي لطالما تمنت سماعها، تلك الكلمات الصادقة الحنونة البريئة الممتلئة بصدق المشاعر، تلك الكلمات التي لن يقولها أحد بتلك الطريقة وذلك الدفء المختبئ خلف كل حرف.




تعليقات

التنقل السريع