مرحلة المراهقة، بداية حياة مليئة بالمشاعر المبعثرة والأحداثِ المبهمة، يرى كثيرون أنك فيها ما زلت في مقتبل عمرك، لا أنكر تلك الحقيقة، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك وحسب، وإذا استفردتُ بتلك الحِقبة؛ سأغدوا مُسهِبة، إلَّا أني عندما أستمع لأحدٍ يقلل من ذلك العُمر؛ يسودني الوَجَم؛ لأن أحداث العيشة فيها لا ترحمنا؛ فنحن انتقلنا من مرحلة الصبا إلى عالمِ الواجبات والمهام، وبعد أن كانت الأمور لاحَة لنا، باتت مُبهمة، ولا بد من المثابرة؛ لتغضى حواجز آلامها وحزنها، رُبما لست في عصر المَسبغَة، ولا أتحمل شئون بيتٍ بأكمله، حصر يمتلك فؤادي لائحاتٍ من الوظائف في مجال هوايته ودراسته، تجعله مُسهَّد؛ جراء إتمامها بإتقان، أود البكاء كثيرًا على حال أولئك الذين يعتقدون أننا في مرحلة الطفولة، حيث اللهو واللعب، في حين أن بجوفنا طفل قتيل حُرِم من متابعة أيامه بهدوء وسلام، الأربعة عشر عامًا كتأهيل جثمان لخوضِ حرب قاسيَّة، تخيَّل -قليلًا- كيف يكون التدريب حينها؟
وبعدها إنعتني بالفراغ والصِغر كما تشاء.
بقلم : مريم الديب

تعليقات
إرسال تعليق