«الحب الثمين»

القائمة الرئيسية

الصفحات


ذهبتُ إلى الكلية في الصباح الباكر، وكنتُ أعلم أنه ليس لدي محاضرات هذا اليوم، ولكن فقط كنتُ أريد أن أراها والتحدث معها لآخر مرة؛ لأني سأتخرج من الكلية إنها السنة الأخيرة لي، ثم قابلتُ صديقتي الغالية "فرحة"، وهي فرحة حقيقية؛ دائمًا تسمع مشاكلي، ودائمًا تفرح لنجاحي، إنها أكثر من أخت بالنسبة لي، قابلتُها وتحدثنا.


فرحة: كيف حالك يا محمود؟

محمود: بخير وأنتِ؟

فرحة: بخير ، أعلم أنك أتيت من أجل رانيا، أنتما مازلتما تحبان بعضكما فَـلما العناد؟

محمود: ُأكوِّن نفسي أولًا، أنتما تعلمان ظروفي، والجميع يعلم أني أعشقها، ولكن أمامي سنة التخرج والخدمة العسكرية، سوف أحصل على الإعفاء؛ لأن والدي متوفي وأنا وحيد، ولكن أريد الحصول على وظيفة جيدة.

فرحة: "محمود، انظر".


أخبرتني أن رانيا قادمة من الخلف، شعرت بأن جسدي يرتجف، لا أعلم لماذا أخاف من المواجهة؛ لا أستطيع مواجهة رانيا فهي حبي الوحيد في هذا الكوكب، وأتت رانيا مازالت جميلة، فاتنة، ورقيقة كما هي، سلمت علينا ولكن عيونها صحيح جميلة بلون الأزرق، لون البحر، ولكن عندما تلاقت عينانا نظرت لي كانت القلوب تتحدث بالعيون ويملأها الحب.

محمود: "كيف حالك؟" كنتُ أتحدث ولكن أعلم أن نظرات عيني لها ووجهي يفضحان مشاعري الثمينة تجاهها وهي أيضًا كذلك..

رانيا: "جيدة وأنت؟"، قلتُ بخير وتحدثنا لبعض الوقت ثم ذهبت من أجل محاضراتها، ولكن فرحة لم تتركني كما دومًا كانت تفعل، فنحن الثلاثة أصدقاء منذ أيام الثانوية ولكن أنا أكبر منهما بسنة واحدة، ولكن أحيانًا كثيرة كنتُ أشعر أنها أكبر مني في العقل والتفكير. تحدثت معي بخصوص رانيا: "أتريد الزواج منها أم لا؟"، أو بمعنى أدق ماذا يوجد في عقلي في هذا الأمر؟ أخبرتها بأني "أحبها وأتمنى أن تكون زوجتي حلالي، أتعامل مع رانيا كإبنتي وصديقتي وحبيبتي وسري وأختي وكل شيء بالنسبة لي، هي رانيا حياتي والأكسجين، فقط أريد أن أحصل على وظيفة جيدة تجعلني قادرًا على طلب الزواج منها ومن العائلة، أحتاج وقتًا؛ لذلك قررت الابتعاد من أجلها ولا أتمنى أن يكون لي غيرها". صدَّقت كلامي فرحة بعيونها الطيبة، حتى قمتُ بالنجاح وانتهت السنة الدراسية وأصبحتُ خريجًا، كرمني الله وحصلتُ على إعفاء من الجيش، والدتي أخذتني إلى البنك لا أعلم لماذا.. وفجأة اكتشفت أن والدي رحمه الله قد وضع مبلغًا كبيرًا جدًا من المال باسمي لأحصل عليه عندما أتخرج من الكلية، كنتُ سعيدًا جدًا وقمتُ بتقبيل يد أمي وقرأنا لوالدي الفاتحة، ثم بعد عدة أشهر حصلتُ على وظيفة جيدة في شركة، ثم اتفقتُ مع فرحة لكي أقابلها لأتحدث معها وحدث ذلك بالفعل.

محمود: "فرحة، أريد خدمةً منكِ".

فرحة: "بالطبع، أنت أخي".

محمود " أريد أن أقابل رانيا، أعلم أنني لم أتلقِ بها بعد تخرجي، ومضت حوالي خمسة أشهر، ولكن انتظرت حتى أحصل على عقد عمل ثابت، والحمدلله حصلت على ذلك، والآن أستطيع أن أشتري منزلًا لها، وأريد رانيا هي من تقوم بفرشه على ذوقها الجميل مثلها، ودون أي إنذار أجد خلفي رانيا وعيونها مليئة بالحب والحيرة في نفس الوقت، ثم جلست لتتحدث معي وغادرت فرحة..

رانيا: "لماذا؟! "

محمود: "لماذا! لا أفهم سؤالك؟ "

رانيا: "لماذا تركتني وعذّبتنا جميعًا، وأنت تحبني فوق الحب حُبًّا؟".

أتحدث بكل ندم وأقول: "أعلم أني أخطأت في حقك، ولكن صدقيني لم أكن أعلم أن كل هذا الخير سيأتي بعد التخرج، قد سمعتِ الحديث كله، أنا أعشق هواكِ يا رانيا، لم أحب مثلك في حياتي، دعينا نعوض ما فات".

رانيا :"تتحدث والدموع بعينيها، يزال قلبي لك وحدك". 

محمود: "أنتِ تملكينني يا رانيا، قلبي وعقلي وروحي وجسديٍ لكِ أنتِ فقط، أنتِ ملاكي وملكتي".

رانيا تضحك بحب: "منذ زمن لم أسمع هذا الكلام".

محمود: "إذًا، هل توافقين على أن نُخطب ونتزوج وتكون زوجتي الحبيبة؟".

رانيا بخجل البنات: "تعلم الإجابة".

محمود: "أنا أحبك".

رانيا: "أنا أيضاً أحبك".

وبالفعل ذهب محمود وقابل والد رانيا وتم تحديد ميعاد الخطوبة، وقد فرح الجميع في هذا اليوم، وكانت "فرحة" صديقتهم الطيبة سعيدة لهم أكثر منهم، وبالفعل قام محمود بتلبيس الشبكة لرانيا، وتم جمعهما في حب ووفاء مدى الحياة.. 

جميل أن تجد من يفهم ويعرف معنى الحب، ويُضحِّي من أجل إسعاد الحبيب، حتى إذا كان هذا على حساب سعادته، والأجمل من الحب فهم معنى الحب؛ فالحب حالة نادرة الوجود؛ لأنه يكمن في الروح قبل القلوب.


بقلم : عبدالرحمن غريب

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع