الرُوح لم تسكُن قلوبنا لِنؤذِيها بالصِراعات، والنفس لا تحتمِل استمرارَ المُشتتَات، لا عليكَ بأقوال الخلق، وثرثَراتهم السرمديَّة المُقتصرة على السُوء والألم، احتضِن ذاتكَ بينَ بهجةِ الألوان الخضراء، والعُشب الآمن المتضمِن معاني الراحَة السلام، اجعل طرِيق عيشتكَ -مُنذ البداية- مُمهدًا بنضج العلاقاتٍ، وخالٍ من سلبياتِ عناء المُهجة، أضئ سُكون وهدوء موطِنك، واخلق من ظلَّك رفيقًا هيِّنًا على فؤادك، لا تجعل الفضول يقود قدميكَ إلى كُل ما هوَ بعِيد، حيث التجمعات الكثِيفة، والازدحام المُؤذي، والأصوات الصاغِبة، والأضواء المُتنشرة، أو الانعزال الكامِل على أطرافِ الجبال، وسرادِيب الخيال المُمتعة، حافِظ على وجودك مَع أهلك وأحِبتك في مواطِن سِلميَّة، يسودها الدفئ والمودة، والإنارات الخفيفَة، والرضا والسعادَة، وعوِّد كِيانك على الاشتياق إلى ذلكَ كُلَّما ارتد عنه، ويُسرع في سِباق القمر، والشجر، والرياح إلى حيث تنتمِي؛ فليس العادة والمُعتاد صواب دائمًا، أحيانًا يكمُن جوف الأمور البعيدة ومُتوسطة المعارِف شتى أسباب الهناء.
بقلم : مريم الديب

تعليقات
إرسال تعليق