أنا حائرةٌ كثيرًا، لا أدري ماذا أشتري لامي في يومِ الأمِ، أريدُ أنْ تكونَ هديتي لها حديثةً لا تقليديةً ككلِ عامٍ، ألدكينْ أدنى فكرةٍ جديدةٍ ؟
بصراحةِ أنا أيضًا لدى مدةٍ أفكرُ في ذلكَ السؤالِ ولمْ أجدْ لهُ جوابا حتى ذلكَ الأوانِ .
_ معذرةٌ، استأذنَ منكنَ؛ أودّ الرحيلُ والعودةُ إلى البيتِ الآنِ؛ أشعرُ بإرهاقٍ جديدٍ .
لماذا يا سالي! نحنُ لا نجتْ منْ سوى نادرًا، لماذا تودينَ إفسادُ اللحظاتِ السعيدةِ علينا دائمًا؟
_ ما هذا الحديثِ الذي تتفوهينَ بهِ يا رحمةٌ ! ألنْ تنتبهينَ مرةٌ إلى حديثكَ !
لا تنزعجينَ يا نورٌ، هيَ لمْ تقصدْ شيئًا، أنا حقُ منْ أفسدَ عليكنَ أجملَ اللقاءاتِ، لكنَ كلا ما في الأمرِ أنَ ذلكَ اليومِ تقضيهُ والدتي في الجنةِ .
_ يا إلهيٌ، عذرًا يا سالي، لقدْ نسيتُ بالفعلِ، يا لي منْ حمقاءَ !
_ لا عليكنَ يا رفيقاتٍ، جلُ ما في الأمرِ أنني افتقدتْ والدتي كثيرا، أتعلمُ فقدانها ليسَ بأمرِ هينْ على الفؤادِ؛ لأنْ بمجردِ رحيلها تشعرُ أنَ شتى قواكَ تنهارُ وأنَ قيمتكَ في الحياةِ لمْ تغدُ موجودةً، يجتاحَ خيالكَ دائما ابتسامتها لكَ، حديثها معكَ، خوفها عليكَ، لا تتمكنُ منْ متابعةِ عيشتكَ كما كانتْ سابقًا؛ لأنَ مغادرتها الحياةَ تجعلُ روحكَ تغادرُ كذلكَ، وتبقي بباطنكَ ألمًا لا يداويهُ الزمنُ مهما جرى، حقًا لا أودُ حرمانكنَ منْ الحديثِ والمناقشةِ، لكنَ كافةَ ما أطلبهُ هوَ أنْ تفعلنَ ذلكَ في غيابيٍ؛ لأنَ حرقةَ القلبِ، حزنُ الفؤادِ، والأدمعُ التي تغطي وجهي لا يمكنُ لأيِ أحدِ تخيلِ مدى الدمارِ التي تحدثهُ بجوفكَ سوى منْ حدثَ معهُ، فلا تزيدونَ غروبُ كيانهمْ غروبا . " فقدانُ الأمِ قاسٍ، فلا تزيدونهُ قسوةُ وحزنا بزوالِ مبالاتكمْ "
بقلم : مريمْ الديبْ
تعليقات
إرسال تعليق