كَانَ حُلمًا، وباتَ كابوسًا

القائمة الرئيسية

الصفحات

كَانَ حُلمًا، وباتَ كابوسًا


دائمًا ما كان يُراودني حُلمًا في طفولتي، حُلمًا يَفزعني في نومي كُل ليلةٍ، حيثُ كُنتُ أرى نفسي عالقةً في الهواء بين السماء والأرض مَقلوبة الحال رأسي لأسفل وقدمي لأعلى، وكأني أغوص في بِحرٍ من السحاب، ومن ثَمَّ أشعر بِثُقل جسدي يرتطم بِالفراش؛ فُأفزع مرةً ثانية؛ ولكثرة توالي ذاكَ الحُلم في ليالي نومي، لَمْ أَعُدْ أُدرك إنْ كان مجرد حُلمًا، أم كابوسًا حقيقيًّا أقسم علىٰ إخافتي، ونزع سكينة منامي، واستمر فزعي هذا وارتطام جسدي بالفراش كُل ليلة إلىٰ أن تحول هذا الحُلم لكابوس واقعي؛ فَباتت حياتي تنقلب رأسًا على عقب كَانقلاب حالي بِذاكَ الكابوس المُفزع لي في طفولتي، وواقعٍ مرير لازمني حتىٰ الشبابِ، وها أنا  أصبحتُ بِعُمرِ العشرين، وظل هذا الكابوس معي، لم يَكُن كابوسًا مرَّ مرور الكرام بحياتي؛ بل أتى كَوحشٍ مُفترس، أقتحم حياتي، وأقسم على تدميرها، ورأيتُ دماري بعيني من طفولتي حتى الآن، ولكني في الطفولة لَمْ أكُن مُدركة لهذا الأمر جيدًا، ولكني الآن أرى الدمار حَولي يُحاوطني، وحينها فقط أدركتُ تفسير ذاكَ الكابوس؛ فرأيتُ نفسي أخسر كُل شيء، ومشواري مليء بالتعثُرات، كانت أولى بدايات هذا الدمار فُراقَ أهلي، ومن ثَمَّ تدهور صحتي، وشتات عقلي، وتراجُع حُلمي المستقبلي، فَكل ما أحببتهُ باتَ عالقًا بالسماءِ بين السحب، كحالي العالق دونَ هوية حتىٰ الآن، لا زالتُ بِحاجة إلى أن أنام كثيرًا دونَ أن أصحو، ولكن كيف؟

 وهذا الكابوس أقسم على نزع سكينة نومي.

بقلم : عزة إبراهيم

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع