نعمة الشُكر
بقلم: عزة إبراهيم
دَعنا نَتسامر حديثنا اليوم يارفيقي عن: "الرزق"؛ فَهو من أهم المواضيع التي إن أحسنت تدبُرها ضمنتَ راحة قلبك وبدنك.
الرزق الحقيقي هو الرضا بِما قسمهُ الله لك، حتىٰ وإن أهلكتكَ الأيام وتعثرت خُطواتك بِالحياة، وأن لا تنظر لأخيك بِنفسٍ غير سَوية وراضية عن ما لا تمتلكهُ مِنْ نِعَم؛ فلا تيأس مِنْ رحمةِ خالقك؛ فَرحمته وَسِعت كُل شيء؛ فضيق الحال الذي تراهُ أحلَّ بِكْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بابِ الدُعابة أو حدثَ هگذا هباءً! فَرب الأمر يُدبر الأمر، ويأتِ بِكُل أمرٍ إما لموعظةٍ نتعظ بِها، وإما لدرسٍ يعلمنا مِنْ خلالهِ بِأَنَّ علينا تدبر الأمر جيدًا بأمور حياتنا، وأَنْ نحيا لِعبادة خَالقنا ونُكثر من شُكرهِ على كَثرة النِّعَم التى مَنَّ بِها علينا، حتىٰ وإِنْ كُنا لا نستشعِرها ونُدركها؛ فالمرءُ بِطبيعتهِ الخلقية الفطرية أناني، يسعىٰ دائمًا إلى تَمُلك ما لا يَمتَلِكهُ ويَمتَلِكهُ غيره، ويَنفر ويشمئز مِنْ أمرهِ، والذي يَكَاد يَكُون لا يـمتَلِكهُ أثرىٰ الأثرياء؛ فَالرزق يا رفيقي ليس مُتعلقًا بِالمال فقط! وإنما الرزق الحقيقي هو الرضا بِأبسط الأمور، الرضا بِرزقِ رفيقٍ وَفِيٍ نَستند عليهِ فِي شدائدِنا ونتشبث بأكتافهِ عند سقوطنا وهزيمتنا، كتفٌ لا يَميل ولا يَمل، ويتجسد الرزق النقي فِي راحة الضمير وسكينة القلب وأن نَنْعم بالسَّلامِ عِندَ نَوْمِنا يا رفيقي، والرزق ما هو إلاَّ شعور الرضا بالسّلام والسكينة بَأنَّكَ لَمْ تَحقد على رزق أحدهما ولَمْ تظلم فقير أو مظلوم ولم تُغيب أحدًا بالغيبة، وهُنا يا رفيقي يَحضُرني حديث سَمعتُ بِهِ مِنْ "الشيخ الشعراوي" وهو حديث قُدسي، يقول الله عز وجل: «لا تخافنَّ مِنْ ذي سلطان ما دام سُلطاني باقيًا، وسُلطاني لا يَنْفَدُ أبدًا، يا ابن آدم، لا تخشىٰ مِنْ ضِيق الرزق وخزائني مَلآنة، وخزائني لا تَنْفَدُ أبدًا، يا ابن آدم، لا تطلب غيري وأنا لك؛ فإن طلبتني وجدتني، وإن فُتَّني فُتَّك وفاتك الخير كله، خلقتُك للعبادة؛ فلا تلعب، وقسمت لك رزقك؛ فلا تتعب؛ فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محمودًا، وإن لم ترضَ بما قسمته لك؛ فَوَعِزَّتي وجلالي لأُسَلِطَّنَ عليكَ الدُّنيا تركضُ فيها ركض الوحوشِ فِي البرية، ثَمَّ لا يكُون لكَ مِنها إلا ما قسمتهُ لكْ...» إلى آخر الحديث، وما علينا أَنْ نستشهدهُ مِنْ هذا الحديث يا رفيقي أَنَّ الحياة الدُّنيا ابتلاء بِشتى أنواعه: گدر، وألم، عداوات، وتدافع، وحذر فيها الراحة، والشِّدة، والقوة، والضعف..
يُداول الله الأيام لِيعلم الله الذين آمنوا ويتخذ مِنْ عِبادهِ أصفياء شهداء؛ فَهي حياة مؤقتة، ممر لا مقر؛ ولذلك يا رفيقي عليكَ أن تُكثر من شُكر الله؛ فِنعَمهُ تشتملك دائمًا حتى وإنْ كُنتَ لا تعترف بِهذا، ولا تحقد مِنْ اتساع رزقِ الآخرين؛ فَليس كُل ما تراهُ أعيننا حقيقةً؛ فقد تراهُ غنيًا وناجحًا ولكنهُ يَفتقد شعور الأمان؛ ذاك الذي تَشعر بِهِ بِجانبِ أهلكَ، وقد لا تَنعم جفونه بِذاك السَّلام الذي تَنعم بِهِ فِي نَوْمِكَ؛ ولذلك أُوصيكَ يا رفيقي بالصبر على الشدائد، والإكثار من الدُعاء والاستغفار، واعلم جيدًا أنَّ رب الخير لا يأتِ إلا بالخير، وما ضاقت إلا وفُرجت يا رفيقي، ودوام الحال مِنْ المُحال؛ فالرزق يُضيقهُ الله عليكَ أحيانًا ليرىٰ مدى ولائك لِقَدرهِ، ويَبسطهُ حين آخر لِيغيثَ قلبك جبرًا ويُخبركَ بأنَّ بعد الصبر جبر يا عَبدي، ولا رزق يُضاهي رزقَ الربِّ بِقلوبنا ونِعم السَّلام والسَّكينة التي تَحل بِنا من دُوامِ صُحبة البارئ والتلذذ بِذكرهِ؛ فَلَا تيأس يا رفيقي؛ فگما قِيلَ فِي كِتاب الله عز وجل: «ولاَ تيئسوا مِنْ رَّوْحِ الله إِنَّهُ لا َييْئَسُ مِنْ رَّوْحِ اللهِ إلاَّ الْقَوْمُ الگـافِرُونْ»

الله يبارك فيك ومن نجاح اللي نجاح ي حبيبت قلبي 🥰
ردحذفعاش وبالتوفيق ان شاء الله 💖💖
ردحذفأحسنتي بارك الله فيكِ ياعزيزتي
ردحذف