لا يضرُّهم من خذلهم...!

القائمة الرئيسية

الصفحات


سنوات طوال، بل قُل قرون عديدة شهدها قدسنا الحبيب من احتلال واغتصاب لأراضيه المباركة.. فقد شهد الحكم العادل لنبينا "سليمان"، وشهد أيضًا إفساد اليهود وغدرهم، ونبذهم الكتاب وراء ظهورهم، وتبديلهم القول والفعل، وتعاونهم مع الأعداء.

 

شهد أيضًا دماء زكريا ويحيى، ورميهم لـ"مريم" البتول بالزنا -حاشاها الله عن ذلك- ومحاولة قتل المسيح "عيسى -عليه السلام-"، وكثير من الأحداث التي لا مجال لذكرها هنا لضيق الوقت والمقام..


فها هو الآن يشهد قدسنا الحبيب كثير من الدماء وجثث لأطفال ورجال ونساء. 

وفي الحديث: " لايزال من أمتي أُمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتيَهم أمر الله وهم كذلك".  [صحيح البخاري]. 


فأمة الإسلام شأنها عند الله عظيم؛ فإنها آخر الأمم في الدنيا، ونبيها خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد أُرسِل للناس كافة ودعوته ممتدة إلى آخر الزمان. 


وفي هذا الحديث يخبر النبي ﷺ عن هذه الأمة أنها لاتزال فيها طائفة على الحق، وهذه الطائفة مُعانة من الله، منصورة على من خذلها وحاربها، فالهزيمة والخذلان عاقبة من حاربها أو عارضها. 


وقد بُشِّر ﷺ أن هذه الطائفة ستكون كذلك على أمر الله مستمسكين، وبه قائمين حتى يأتيَ أمر الله. 


وهذا مما يدل على أن الحق لا ينقطع في أمة الإسلام، فهناك من يتوارثه جيلًا بعد جيل، وفيه أيضًا إشارة إلى بقاء نصر الله لهم وحفظهم. 


وقد اختُلِف في المقصود بهذه الطائفة، وكذلك اختُلِف في مكانها؛ فقيل: هم العلماء والفقهاء، وقيل: هم أصحاب الحديث، وقيل: هم المجاهدون في سبيل الله تعالى. 


وقد ورد عند البخاري في حديث معاوية أنهم بالشام، وعند أحمد أنهم ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وقيل: إن آخرهم بيت المقدس.


والأولى الجمع بين هذه الأقوال كلها بأنّ هذه الطائفة تكون متناثرة بين طوائف الأمة، فمن الممكن أن يكونوا من العلماء والمجاهدين والفقهاء، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقد يكونوا مجتمعين في مكان أو متفرقين في البلدان. 


وها نحن نرى هذه الطائفة من أمة محمد ﷺ تجاهد في سبيل الله مُدافعة عن الحق وعن العرض، ثابتة على العقيدة لا يضرهم من خذلهم أو حاربهم أو عارضهم، فهم منصورون بإذن الله، وهذا وعد الله، وكان وعد الله مفعولًا. 



بقلم الكاتبه : سمر رمضان

جريدة كلمات من ذهب

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع