في نهاية المطاف أضحيتُ وحيدًا، وقد أدركت هذه الحقيقة في وقتٍ مُتأخرٍ، لا شيء يبقى على ما هو عليه، أقف في وسط الشوارع، أُفكر في الذي مضى من حياتي وبالذي سيمضي، أتأمل السَّمْاء، والبشر، والحجر، والطير، وكلَّ شيء، لا أجد قيمةً لشيءٍ، أجهشُ في البكاء، وتفقد قدماي القدرة على حملي، فأجلس على الرصيف وأدفن رأسي في يدي، وأبكي، بكيت عُمري الذي ضاع، وبكيت على نفسي التي فقدتها في دروب الأيام، بكيت كل ما فقدت، وكل ما أملك؛ لأنني سأبكي عليه يومًا، فحاله حال جميع الأشياء في طريقي *"لا تدوم"*، تتساقط قطرات المطر وتبلل شعري، شعرت بأنها مواساةٌ إلهيّه، رفعت نظري للسَّمْاء، ودموعي تكسو ملامح وجهي، فامتزج المطر مع دموعي، وشكَّل مزيجًا عجيبًا، وفجأةً ازدادت غزارة المطر بمحاولةٍ منه لغسل قلبي، بعد فترةٍ شعرت بارتياحٍ وببرودةٍ تسري في جسدي، لم أكُن أعلم بأن المطر قادر على فعل هذا، عدتُ لمنزلي نزعت ملابسي ونزعت معها حزني وآلامي، ودفنت نفسي تحت الأغطية الدافئة، نمتُ كما لم أنم من قبل، إن للمطر مفعول السِّحر.
بقلم : ميس الجباوي

تعليقات
إرسال تعليق