رصاصات خاطئة.
ثبتت أصابعي كالعادة على طرف السهم، الهدف أمامي ، فتحت عينيّ وركزت بكل حواسي، قلبي ينبض بعنف وصراخ مكتوم يئن بين ضلوعي طالباً الفكاك ...
انطلق السهم، انتظمت دقات قلبي على صوت المدرّب وهو يصفق وينادي باسمي.
كالعادة أصبت الهدف …فريقنا المكون من ثلاث فتيات، والجولة الأخيرة ستبدأ بعد قليل، وأنا مازلت أركض في المرج الأخضر، أنادي أبي وأمي وأخوتي، والنيران تلتهم قريتنا الوادعة في حضن الجبل ، ..
الفارق بين نقاطنا ونقاط الفريق المنافس عشرة، والجولة الأخيرة حاسمة، لابد أن أفوز وأثأر من كل من لم يتقن يوماً التصويب.
سحبت السهم وصوبت نحو الهدف ببطء .
أناملي تتصنع الثّبات كتلك الليلة التي كنت أمسك بها قلمي وأرتجف تحت سريري، لأداري طفولتي عن الموت المخادع.
والدي كان يتقن التصويب جيداً، لكن هذه المرّة خانته يده؛ أخطأ الهدف، آخر كلماته التي حفرت في ذاكرتي:
" لن أقتل صديقي"
سال دمهما معاً، بينما كنت أعبث بقلمي بين شفتيّ وأتخيله سهماً نافذاً.
علا التصفيق من جديد، السهم يتّجه نحو قلب القلب تماماً..
بقلم: محمد أبوبكر

تعليقات
إرسال تعليق