من أنا؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

 "من أنا"

عندما وقفت أمام مرآة الحياة رأيت نفسي، قد وقفت بقوة وثبات في مواقف كسرت الكثير من البنات، ولكن لسبب ما قلبي اليوم منهار؛ لسبب ما لا يود الحوار؛ لسبب ما أوشك أن يشتهي الإنتحار، ما الذي قد حدث له؟ لا يريد أن يحكي عما قد صار، أراه يبكي بمرار، ماذا حدث لك الآن؟ ألم تكن أقوى من قلوب باقي الأنام؟ ألم تكن لا تعرف معنى للإستسلام؟ ألم تكن وسط ضجيج الأحزان، وضربات الآلآم، وخيانات الأنام، أمكنك أن تنام وكأن لم يكن شيئًا مما كان؟ ما بالك الآن أراك ضعيفًا مُنهك الحال؟ ما بالك الآن أراك تنظر لأصغر الأمور على أنها أمر محال؟ ضحكت بدموع لأنني خدعت الجموع، هذا يحدث لي عندما أرى نفسي في مرآة الحياة الخادعة، أرى أني كاذبة بارعة، ولماذا أسألك يا قلبي المهزوم؟ لأني أدعيت كذبة صغيرة وقد كاد عقلي يصدق ما لم يكن حقيقيًا في يوم، نعم، كدت أن أصدق أنني فتاة قوية، وأنا لست للشفقة مثيرة. وسط كل هذه المساحيق ادعينا أننا بلطف الرحيق، تناسينا أخطاءنا والقلب السحيق أفعالنا لم تكن تليق، ولكن كلنا نخفي العيوب، كلنا ننثر الأكاذيب كما ينثر الفلاح الحبوب، ظننا أنه يمكن ستر الوهن بأناقة الجلابيب، ظننا أنهم عندما يسألونا عن سبب أناقتنا يمكننا أن نجيب، كيف ذلك والقلب لا يكف عن النحيب؟؟ بإبتسامة عريضة ضحكنا واكتسينا بفرح جميل، في الأرجاء لعبنا ومسحنا كل دمع على الخد يسيل، يوم ظنونا أقوياء كنا بالكاد نرفع رءوسنا للسماء، يوم ظنونا عظماء كنا نخفي عن الكل ملبس السُحقاء، ذلك الملبس الذي تسترنا به فقط؛ لكي لا يحسبوننا مع الضعفاء، اليوم لهذا الرداء سأزيل يكفيني حتى الآن تمثيل، كفاني كوابيس الليل، نعم، لست بقادرة أن أكون لحزني مزيل، ولكن على الأقل لو اكتفيت تمثيل عن أكتاف قلبي حمولًاسأزيل، إن أردت أن تمكث معي الآن فعليك أن تعلم أني لست سوى أضعف إنسان، أنا اُكسر بسهولة مما قد كان، أنا هشة ضعيفة أنا أُزدرى من رياح خفيفة، أنا أرتعد من أنسام لطيفة. كفاني تمثيلًا حقيرًا، أنا أريد أن أكون واقعية، أنا لست سوى كائنًا صغيرًا، هذه هي نفسي الحقيقة، إن تقبلت نفسي كشيء بالنسبة لك كبير؛ سأكون دومًا لك وفية. ولكن إن لم تكن محبتي بالنسبة لك شيئًا مُستطاعًا فقلبي لك لن ينصاعَ، ولكني لن أعود للتمثيل من جديد؛سأريك الدموع؛ أنا بشرية ضعيفة جدًا وأؤمن بالمستحيل، إن لم تتقبل حقيقتي فأظن أن هنالك واحدًا يتقبلني من الجموع، لا أريد ان أخدع أحدًا بعد الآن، ولا أريد أن يخدعني إنسان، أريد أن أُري العالم من أكون، أريد أن أخبر الكون أنني كائن بسيط جدًا ذو قلب مطحون، أريدك أن تراني بالعيوب؛ لذلك سأرفع عني تلك المساحيق، أريدك أن تراني خاوية الجيوب، لذلك لن أدعي أن قلبي رقيق، أريد أن تلمس قلبي الجريح وأن تصلحه من جديد؛ فأنا متأكدة أنه بين يديك سيستريح؛ فأنت شخص فريد، أريد أن تخلع نظاراتك القرمزية التي من خلالها تراني، أريدك أن تري قلبي بنظرات واقعية؛ لأنك ستجده يعاني، هذه هي أنا الحقيقية، هذه أنا ولن أخفي بعد الآن، هذه أنا بكل واقعية، هذه أنا ولن أكون غيرها مهما كان.

#بقلم/ ريموندا حنا حبيب

#جريدة كلمات من ذهب



تعليقات

التنقل السريع