وكيف لا تكون هي، وهي مَنْ متى ذهبتُ إليها مُنكسرةً؛ عُدتُ مجبورة الخاطر٬ وكيف لا تكون وهي من أزاحت الغبار عن رَوحي؟
ومزجت ألوانها المُشعة والمُحبة للحياة بعتمة رَوحي وأخرجتني من حِصار الألوان الرمادية التي تُلازمني وتعبث بِروحي.
وكيف لا تكون هي وهي من ساندتني أثناءَ السقوطِ؟
وتشبثت بيدي داعمةً لي وتُحفزني لأجل النهوضِ، وتنفيض ثوب الهزيمة والانهيار، فَكانت تقول لي: "هذا لا يَليقُ بكِ يا أُختي الجميلة، أنتِ لستِ بِهذا الضعف، أنتِ مُثابرة وقوية؛ فهيَّا انهضي، وها أنا إلىٰ جانبكِ، ودائمًا سنكونُ هكذا سويًّا إخوة، حتىٰ وإن لم نَكُن إخوة بالنسل، ولكننا في حقيقة الأمر أكثر من هذا، لطالما كُنا إخوة بالأرواح، تجمعنا التفاصيل، ولطالما كُنا بِجسدين وروحٍ واحدة، وعقلٍ واحد، لا ثاني له؛ فَكيف إذًا لا تكون هي؟
فهي مَنْ كانت ذراعيها علىٰ مِصراعيها مُرحبةً بِفراري إليها؛ ولطالما جُبرت بِكلِّ ما افتقدتهُ بِها وبوجودها، فـكيف لا تكون هي؟ فَكَمْ ثمانية عشر عامًا أملك.
كي أصنع صُحبة كَصُحبتها، ولطالما كانت لي عائلتي الثانية، حينما فقدتُ عائلتي الحقيقة، دونَ أن تُشعرني أنَّي دخيلةً بينهم، ولطالما كانت مَلجئي عندما تَهزمني نفسي وتتوارىٰ قوتي، وكيف لا تكون هي؟ وهي من ارتبطت سعادتي بوجودها بعد كَمْ ذاك الخذلان الذي أطاح بي وبقلبي، ولطالما كانت لي كصفعة عِتاب تُردني إلي صوابي عندما أفقد يقيني بالله؛ فَتكون هي بِمثابة مُرشد يُرشدني الطريق، ويعينني على أن أُرد إليهِ رَدًا جميلاً؛ فكيف أُسأل الآن لماذا هي؟ وما هي إلاَّ أنا؟
وانعكاس رَوحي الأسيرة بدواخلي، فَهي صورة طفولتي الحية، ورفيقة دربي وعُمري ومشواري، ورفيقة تفاصيلي ونِكاتي، وأفكاري المُبعثرة، وكيف أُجيبك لماذا هي بِنصٍ واحد؟
ونصوص العالم لا تكفيني عن بوحِ السبب.
لماذا هي؟
ولكن دَعني أُجيبك بِاختصار...
لماذا هي؟
لأني أُحبها هي وكَفىٰ، وبِحُبها وصُحبتها أكتفي، ولطالما كانت لي خير صُحبة صالحة؛ فَكيف إذًا لا تكون هي؟ فَحقًا هي وكفىٰ.
بِقَلم : عزة إبراهيم

تعليقات
إرسال تعليق