كان يموج في المعاصي ويفتخر بفعلها فمن وجهة نظره أن الانسان عليه أن يمتع نفسه في الدنيا فهي أرض المتعة، وهذا لا ينفي أن يعلم ما ينتظر من يفعل مثله في الآخرة، ولكنه يحاول أن يتجاهل الأمر، لم تكن توبة هذا الشاب تقليدية مثل باقي قصص التوبة، ولكن أصبحت حالة هذا الشاب النفسية جامدة، فقد أصبح لا يبالي شيئًا، فقد فعل كل المعاصي، أصبح مكروهًا ومنبوذًا من الجميع، فقرر تأجير شقة ليكون بمفرده، ذهب لإحدى الشقق وبعد سكنه بها كان يسمع كل يوم أصوات عذبه لرجل وبناته يتلون القرآن، ولكن لم يحن قلبه لدينه؛ فقد كان قلبه أسودًا من كثرة فعله للمعاصي.
ظل يحتسي الخمر ويتعاطى بعض المخدرات وفي اليوم التالي كان يوم جمعة، وكانت المأذنة في كامل جمالها وصوت إمام الجامع في قراءة القرآن كان يذهب عقل الانسان إلى عالم الطمأنينة والسكون أما عن صاحبنا هذا فلم يشعر بشيء فقد كان نائمًا في بحر معاصيه، ثم انتبه إلى باب شقته، شخص ما يطرق ثم قام الشاب محاولاً الوقوف على قدميّه يحاول إخفاء الخمر والمخدرات خوفًا من أن تكون الشرطة قد أتت منزله، فتح الباب ليجد رجلاً كبيرًا وشابًا مراهقًا منير الوجه، وهم الرجل يقول: أأنت بخير يا بني؟
نظر الشاب متعجبًا، فلم يسأله أحد عن حاله من زمن، وكاد الشاب أن ينطق إذ فجأه يسقط أرضًا ولم يستيقظ إلا بعد أن تم الذهاب به إلى أحد المستشفيات، وكاد هذا الشاب أن يورط الرجل الكبير وابنه إلا أن ظل الرجل الكبير يستعطف الطبيب الذي يشرف على حالة الشاب أن يعطوه فرصه لنصح هذا الشاب دون اللجوء للشرطة، كانت حالة الشاب تئول إلى موته فقد انتقمت المخدارت من جسده وفقدته الخمر عقله، لم يوجد حل لهذا الشاب سوى معجزة تأتي من عند الله، ظل الرجل الكبير يدعو الله ليل نهار أن يشفي هذا الفتى ويرزقه التوبة قبل الموت، وقرر هو وأولاده استعطاف الجيران لتجميع مبلغ لعلاج هذا الشاب في أحد المصحات النفسية، بعد أيام وافق الجيران وجُمعت النقود لعلاج هذا الشاب وبالفعل تم نقل الشاب إلى أحد المصحات وكانت رحلة علاجه شديدة الصعوبة، ولكن أصر الرجل الكبير على استكمال علاج هذا الشاب ومرت مدة كبيرة على علاج هذا الشاب إلى أن استطاع استعادة نفسه وجاءه الرجل الكبير وهمَّ بنصحه بالابتعاد عن طريق المعصية هذا، فقد كاد أن يموت لفعله هذه المعاصي، سمعه الشاب وظل يبكي، فقد كان لشخص ما يساعده وينصحه فعندما كان في فترة معصيته، ابتعد عنه الجميع -سواء كانو أقارب أم غرباء- وتركه الجميع، وافق الشاب مسرعًا فإنه لا يريد العودة لهذا الطريق مرة أخرى، مر عام وتدريجيًا افترق الشاب بمساعدة الرجل الكبير عن معاصيه وقرر أن يستكمل بقية حياته في طاعه الله؛
فكل ما احتاجه هذا الشاب هو نصيحة، احتاج فقط إلى يد تعينه على طاعه الله فلا تتردد لمساعدة مسلم ولا تتردد لرد عاصي إلى الطاعة.
رسالتي لكل عاصي، لا تزيد من معصيتك ولا تترك قدمك تغرق في بحر الذنوب.
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)}.
صدق الله العظيم
بقلم : فرح مصلح

جميله جدا بارك الله فيكي
ردحذفشكرا جداا ❤❤❤
حذفجميلة جدا واسلوب رائع استمري ♥️
ردحذفربنا يحفظك ❤❤
حذفعاش يا فروحتي🌚💜
ردحذفتسلمي حبيبتي ❤❤
حذفبسم الله ما شاء الله بارك الله فيكي يا حبيبتي وربنا يزيدك في التحفيز الي الله اكتر واكتر♥️♥️
ردحذف