بارد كليلة شتاء

القائمة الرئيسية

الصفحات


هُنالكَ الكثير من الأشياء المُختفية وراء هذا القلب الحزين، هُنالكَ الكثير من الكلمات المُبعثرة ولا يخرج منها سوى الأنين، كما لو أن قلبي سقط في كمين، أعدهُ لها ذلك الزمان اللعين فأخبرني ما الذي تنتظره من قلبي المطعون؟ أنتَ لا تعلم الأمور التي تركتهُ قتيلًا، أعلمني لما أنتَ لا تستطيع رؤيته وهو مسجون؟ لأنك لا تدري أن نارًا أوقدت وقد أُشعِلَ فتيلًا، ما الذي يمكن ان يُجيدهُ هذا القلب وهو هزيلًا؟

لم يعُد قلبي ينبض عن سماع كلمات الحُب الرقيقة، لم يعُد يُبدي أهتمامًا بتلك الزوائف اللطيفة، عندما كان صغيرًا أمن أن الذئاب يمكن أن تكون صديقة، أمن بقوة الكلمات التي أُزدرت من رياح خفيفة.

لقد كان قلبًا وحيدًا مُنذ البداية ولهذا سعى الى الطيران، فحلق مع النسور التي أخذته للنهاية، تاركة أياه في رماد الأحزان.

لطالما كان غريبًا وسط قلوب الآنام، لم يجد من يُشبهه في أي مكان، طاف وحيدًا على الدوام، ورُغم انهُ لم يؤذي إنسان، خطف العالم من بين أناملهُ كُل الأنغام.

كان الصمت صديقهُ و الوحدة ضيقهُ، كان الأمل بريقهُ وسَرقهُ مِنهُ شَقيقهُ.

لقد تم تكميم كل الأصوات، لقد تركوه يتعذب لسنوات، عندما طلب العون أشاحوا وجوههم في كل الأتجاهات، عندما سقط في حفرة ألقوا عليه الآفات، عندما جاع أعطوه الفُتات.

خاض حروبه بسيفهُ على الدوام، لم يعينه إنسان، حارب ونالت منه الأيام، عاش وأنهكه الزمان، كافح بدماؤه رافضًا الأستسلام، ما الذي تريدهُ مِنهُ الآن؟

لقد حمل قلبي ألم أحباؤه بقوة وإصرار، وهُم رفضوا النظر أليه عندما سقط في الأوزار، كان يغرق في حبهم كل يوم بأنبهار، وهُم في خُبثهم ظنوه يفرض عليهم حُبه بالإجبار، كان يتألم ليل نهار و يظهر باسم الثِغر وهو على وشك الأنهيار، وعندما أنهار هيا أطربني بما قد صار.

أنتَ تعلم أنهُ خُذِلَ من كُل الأشياء، أنه بكى ونال منه الأستياء، كان نقيًا كغيوم السماء و تاه في ظُلمة المساء، لما تشتكي الآن من كونه باردًا كعاصفة شتاء؟ لما تطلب منه المزيد من العطاء؟ دعهُ وأكمل طريقُكَ كما تشاء، فقط تجاهل كما أعتدت أن تفعل وقت البلاء، عُد لغض بصرُكَ عنهُ ولا تنظر للوراء، ولا تُطالب قلبي بالرحمة وأنتَ لم تكن يومًا من الرُحماء، ولا تنزعج من برودته كما لو أنكَ بخرت تلك السوداء، عاملته بقسوة و من قسوته تستاء، تريد أن تُقعنني أنك مجروح من هذا الجفاء، كما لو أنكَ تسير على مثل القُدماء "ضربني وبكى، أهانني واشتكى"


بقلم : ريموندا حنا

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع