أصرخ ويعود لي الصدى

القائمة الرئيسية

الصفحات


مُنذ متى وأنا أصرخ والجميع يضحكون؟ مُنذ متى أنا أتألم وهُم يشاهدون؟ أضل طريقي كما لو أنني فقدتُ جوهري المكنون، أصرخ ويعود لي الصدى بسؤال "من تكون؟"

حاولتُ الهرب مم كُل هذا الهُراء، فكُنتُ أنا من ضل الطريق، أكتفيت من العويل والبُكاء، ولايزال ينتظرني المزيد من الضيق.

وعندما غفوت تلاعب الكُل بي كما لو أنني دُمية، وعندما غضبت وصفوني بأني شرسة كحيوانات البرية، عندما أبتسمت بود قدموا لي صفعة كهدية.

لماذا أنا وحيدة هكذا بلا مُعين؟ لماذا لستُ كباقي الآنام؟ لما لا أجد بجواري سوى الأنين؟ لما أبكي ليلًا بدلًا من أن أنام؟

في كل مرة ارى فيها نفسي وأنا أتظاهر أني بخير، أشعر بالشفقة تجاه روحي التي تصرخ بلا نداء، أستلقي كل يوم مُنهكة على السرير، رُغم أنني كُنت أضحك في الصباح لعنان السماء، أبدو للجميع ذو طموح كبير وفي داخلي أنا جوفاء.

ويمر نفس اليوم، وتمر ذات اللحظات، أصرخ من تراكم الهموم و أوزع الأبتسامات، كم من وقت يجب أن اتحملهُ وأنا أصارع السموم؟ و أبدو مُتأنقة في كل الأوقات.

في ليلة باردة مشيتُ في غابة مُظلمة وحدي بدون تفكير، وعندما قُلتُ أني بخير أصر الناس على تبرير، إذًا لما عندما أضحك وأنا في داخلي صرخات لا يمكنُهم سماعها على الأطلاق؟ لماذا يصدقون كذبي أني بخير في كل الأوقات ولا ينظرون بعيون صادقة نحو الأفاق؟

أصرخ ويعود لي الصدى، تائهة وأبتغى الهُدى، أبحث عن الثقة فلا أجد من الناس حتى الرضا، ويل لمن أتكل على غير رب الورى.


بقلم : ريموندا حنا

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع