ويتخذ منكم شهداء

القائمة الرئيسية

الصفحات

 ويتخذ منكم شُهداء..! 




يتسائل الكثير لماذا يموت أهل غزة؟ 

ألسنا مسلمون؟ أليس نحن على الحق وهم على الباطل؟ إذًا فلماذا لا ينصرنا الله؟! 


هنا تتجلى حكمة الله التى لا يعلمها كثير من الناس، وبسبب ذلك الجهل يشك بعض الناس في المولى -عز وجل-.

ولنعلم أعزائي أننا جميعًا سيدركنا الموت ولو كنا في بروج مشيدة، تلك هي الحقيقة التي لا شك فيها -لا محالة-. 


ولكن الشهادة في سبيل الله شرف عظيم ولا ينال هذا الشىرف إلا من صَدَقَ الله، فَصَدَقَهُ الله. 


قال تعالى: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾ [آل عمران: ١٤٠]


فإن أصابكم - أيها المؤمنون - جِرَاح وقَتْل، فقد أصاب الكفار جِرَاح وقَتْل مثل ما أصابكم، والأيام يصرفها الله بين الناس مؤمنهم وكافرهم بما شاء من نصر وهزيمة؛ لحِكَم بالغة؛ منها: 


-ليَظْهَر المؤمنون حقيقةً من المنافقين. 

-ومنها: ليُكْرِم من يشاء بالشهادة في سبيله، والله لا يحب الظالمين لأنفسهم بترك الجهاد في سبيله.


فهذا نبينا الكريم الذي أَرسل أسامة على رأس جيشه؛ ليقاتل الروم ويفتح بيت المقدس، ولكن وافته المنية قبل فتحه ﷺ، فرجع جيش أسامة حينما علم بموت النبي ﷺ، وعندما تولىٰ أبى بكر الصديق الخلافة بعد وفاة رسول الله ﷺ أمر الجيش بأن يعود ويقاتل الروم، فلم يقف الجهاد على موت رسول الله، ولم تقف الرسالة عند الرسل والأنبياء؛ بل نحن مؤمورون بالجهاد، مؤمورون بإيصال الرسالة إلى كل بقاع الأرض، ولابد من أن يكون هناك دماء وضحايا وأبرياء، لكي ينتصر الحق على الباطل. 


فها هو زكريا (عليه السلام) يُنشر لنصفين بالمنشار، وابنه يحيى التي تقطع رأسه وتقدم لامرأة بغي، وهم من هم، إنهم أنبياء الله أشرف الخلق بعد رسول الله ﷺ. 


فالله لا يريد منك النتيجة، بل يريد أن يرى منك هل أديت ما عليك؟ 

الله يختبر إيمانك، وإلا فلو شاء الله لانتصر منهم بلا قتال ولا جهاد ولكنه يبلولكم ليعلم المجاهدين منكم والصابرين ويبلُوَا أخباركم. 

{أَحَسِبَ النّاسَ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولوا ءَامَنَّا وَهُم لَا يُفتَنُون} 


فها هي الجزائر بلد المليون شهيد، ولا ننسى أيضًا المغرب وتونس، ولا يخفى علينا البوسنة والهرسك والإيغور، فإذا العدو لم يستسلم فكيف نحن نستسلم؟ 


فما أُخِذَ بالقوة فلا يُسترد إلا بالقوة. 

والعدو الغاشم لا يعرف إلا لغة القوة. 

فنحن لنا إحدى الحُسنَيين؛ إما النصر، أو الشهادة.. وقتلانا بإذن الله في الجنة أما قتلاهم ففي النار. 


فإذا لم ندافع نحن عن دين الله فمن سيدافع؟ 

ألا تعلم عزيزي المسلم وعزيزتي المسلمة أنه لابد من وجود من يدافعون عن دين الله؟

 لابُد من جهاد الدفع وإلا تكالبت علينا الأمم وتسلط علينا المفسدين، ونزل علينا غضب المولى عز وجل. 


قال تعالى:{وَلَولَا دَفعُ ﷲِ النَّاسَ بَعضَهم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأرضُ وَلَكِنَّ ﷲَ ذُو فَضلٍ عَلى العَالَمِينَ}. 

اي: ولولا أن من سنة الله أن يرد ببعض الناس فساد بعضهم؛ لفسدت الأرض بتسلط المفسدين فيها، ولكن الله ذو فضل على جميع المخلوقات. 


_سمر رمضان

تعليقات

التنقل السريع