بقلم/ رحمة عبد الله
- قالوا لي: أبشري فقد جاءَ أقرب فصول العامِ إلى قلبكِ.
=فأجبتهم: إنه الشتاء ولكن لمَ جاءَ بلا أمطار! فهل عزّ عليه أن يمنحني الحياة أم أنه يريدُ أن يختبر صبري على اللقاءِ، وتركتهم ورحلتُ بعيدًا عنهم، فلعل أرضهم هي وحدها من تُعاني الجفاف والضباب، ولكن إلى أين أذهبُ! فكل أرضٍ لا ألتمسُ فيها أنفاسكَ غربة للأوطانِ، وكأنكَ رحلت تاركًا لي ذكرياتٌ كأمطارِ الشتاءِ، تأتي لكي تمنح لقلبي الحياة ولكن بدافع أن تنزعَ منهُ الرغبة فى البقاءِ حيًا؛ فيمضي بأرضٍ غير أرضه وتحت سماء من التيه وفقدان سبل الاستمرار، وأبكي بغزارة الفقدِ والخذلانِ، وانتظرُ الليلَ لكي احتمي بوسادتي من غدرِ الأيامِ، فأنا لا أريد نظرة شفقة من أحدهما، أو كلمة تعزية من آخر، كل ما أريدهُ حقًا أن يمضي الشتاء على خيرٍ، بلا أوجاع ولا آلالام ولا حتي كلمة وداع، حتي ولو كان شتاءٌ بلا أمطار.

تعليقات
إرسال تعليق