تقاليد..

القائمة الرئيسية

الصفحات


"إياكِ أن تكويكِ المسافة كما فعلت بي، احذري من تعاقب الأيام، من كبرك ونضجك وجمالك، احذري من محيطك، ..


إياكِ أن تتوقفي أو تنظري للوراء، احذري من التّعاطف والدّموع، كوني صلبة من الخارج وقاسية من الداخل، لاتكوني كأمك..."


بهذه الكلمات ودّعت ابنتها، وهي ماتزال تعاني آلام المخاض في الداخل متمددة على سريرها في المستشفى، تشاركها دموع والدتها وأنّات آلامها، عندما حملت الطفلة التي لم يتجاوز حضورها سويعات قليلة قضتها بين الحاضنة وحضن جدّتها وأنفاس أمها.


عَلا صراخٌ الأم ونحيبها بعد أن دارت والدتها على عقبيها مجتازة باب الغرفة إلى الخارج حيث ينتظرها والد الطفلة ليأخذها دون رحمة ...


-لماذا أتيتِ إلى هذه الحياة ، لم أنتِ فتاة ؟

لمَ لمْ تولدي ذكراً قاسياً بلا شفقة ؟!


-أرجوك يابنيّ اعتني بها، سامحكم الله ..

كيف تستطيعون وبهذه البساطة سلخَ طفلةٍ عن والدتها !


- كما استطعتم أنتم إعادة أختي وحرمانها من أولادها-انتزعها من يدها- 

أخبري ابنكِ عندما يعيدُ أختي لأطفالها، سأعيد ابنتكِ لذمّتي..


صوت طقطقة حذاءهِ المبتعد يطرق على مسمعها ليصيبها بالصمم ..


تهالكت على كرسيٍّ صغير في الممرّ الطّويل، لتذرفَ دموعها بحسرة وتعيد مضغ حكايتها التي بدأتها هي بزواجٍ مماثل وأورثت ابنتها التي كانت تتحضّر لاجتياز مرحلتها الثانوية، وضربت على خدّها بعنف، لمَ لمْ أقل لا!!

لمَ سمحت لهم بتدمير ابنتي ؟


 على السرير الأبيض مازالت هناك تتنفس ببطء والطبيب يحاول إعادتها.


بقلم: محمد ابوبكر

تعليقات

التنقل السريع