انظر من حولك

القائمة الرئيسية

الصفحات

 انظر من حولك




في رحلة الحياة نتعلم أشياء كثيرة، وسنظل نتعلم طالما نحن على قيد الحياة. 

الله يربينا بالمواقف، وكل ما يحدث لنا من أقدار خيرها وشرها فهو خير لنا. 

فالخير والشر يراه الناس حسب رؤيتهم القاصرة، حيث يرون الأمور بعين البصر وليست بعين البصيرة، فكل ما استحسنته عقولهم، وتمنته قلوبهم، فهو الخير بالنسبة لهم، ورؤية الأمور بهذه الطريقة هي رؤية خاطئة، رؤية مادية بحتة مبنية على المتع والشهوات الزائلة! 

  

يرون أن السعادة في المال، والأولاد، والسفر والرحلات، ولكن في الحقيقة ليست هذه هي السعادة الحقيقية، وإنما هي مجرد متع لحظية تنتهي بعد فترة قصيرة من الزمن، ولأجل هذه المتع اللحظية المؤقتة نبذل قصاري جهدنا، فنهتم بارضاء النفس الشهوانية ونهمل الروح، فانظر من حولك تجد الكثير من الأثرياء يلجؤون إلى الانتحار، بالرغم من أنهم يمتلكون جميع أسباب السعادة -كما يظن الكثير- ولكن الواقع يثبت لنا العكس، فإن إهمال الروح، وارضاء ذاك الجسد المادي الفاني سبب كل البلاء والشرور. 


أما السعادة الحقيقية فهي القرب من المولى (عز وجل)، فلا تطمئن القلوب إلا بذكر خالقها، ولا تهنأ إلا في الرضا بالله ربًا، وبأقداره خيرها وشرها، فالشر في مقدور العبد وليس في قدره، أي ما وقع عليكِ من ابتلاء قد تراه شرًا، ولكن عند المولى (عز وجل) هو خير يسوقه إليك باسمه "اللطيف". 

اي: يسوق لكَ الخير عن طريق ما يسوءك، فتعتقد أن ذلك شر -تعالى الله عن ذلك- فهو الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير. هو الحكيم العليم، يتصرف بعلم وحكمة، ولكن لجلهنا وقصر عقولنا نحن معشر البشر، نقيم الخير والشر بحسب رؤيتنا المحدودة القاصرة، التى لا ترى بعين البصيرة، ولا تتقبل بقلب متوكل مطمئن، ولا تتلقى الأقدار بعين الرضا والقبول، والإذعان والتسليم، مما جعلنا ذلك نعيش في شقاء، بسبب الجهل بالله، وبأسماء وصفاته. 


-سمر رمضان

تعليقات

التنقل السريع