ماذا لو أحببتُكَ

القائمة الرئيسية

الصفحات

بقلم/ ريموندا حنا 

بين فوضى في القلب الجريح و أخطاء الماضي البعيد، راقبنا النجوم بود صريح و تشابكت قلوبنا بحبل فريد، حكيت لي عن أخطاؤكَ و القلب السحيق، أخبرتني أنكَ تنظر لنفسكَ بعين الأحتقار، لقد مررت بالكثير من الضيق، لقد وضعت ذلك في عين الأعتبار، أنتَ ترى أنكَ مملوء أخطاء و أعظم خطيئة لكَ هي وجودكَ من الأساس، أنتَ تراني عظيمة لا أستحق سوى الأبرياء، تراني جوهرة نقية من الماس.

ولكن ماذا لو أحببتُكَ، كيف ستُلاقي ذلك الحب العميق؟ هل ستقبله من أعماقُكَ؟ هل سترد عليَّ بلحن رقيق أم ستجفاني من ركابُكَ؟ 

ماذا لو أحببتُكَ، وجعلت حُبي يُغيرُكَ بالتمام، نعم صدق فأن الحب يستطيع أن يفعل المُستحيل، سأرمي أخطاؤكَ فوق الغمام، حيث لن يستطيع أحد أن يشوه قلبُكَ الجميل، سأغني بأسمك للحمام، ليُغرد بهِ بصوته العليل.

أعلم أنكَ لستَ أفضل من يسمع صوتي عندما أصرخ في الأرجاء، أعلم أنكَ لستَ خارق لتوصلني لعلو السماء، أعلم أنكَ لا تقدر على أنقاذي عندما يُثقل من حولي الهواء، ولكنُكَ قارد على منحي الأمان عندما أذرف الدموع، عندما أركض وحدي دومًا تهلع إليَّ من وسط الجموع، عندما أنظر للوراء لا تسمح لي أبدًا بالرجوع، لأنكَ بشر فأنتَ خطاء وأنا مثلُكَ مليئة بالعيوب ولكن عيونكَ تراني صافية كالسماء، رُغم أنني عاصفة في شدتها عند الهبوب.

أعلم أنكَ خسرت أيمانكَ بنفسكَ بسبب تكرار الزلات، أعلم أنكَ خسرت ضوئكَ بسبب الظلام، ولكن لا تتعجب أنني هِمتُ في حُبكَ مُنذ سنوات، أعلم أنه لا يكفي أبدًا الكلام، لوصف عُمق تلك اللحظات التي قضيتها في تأملُكَ على الدوام.

هذه الليلة أخبرني بما يؤلمكَ الآن، أزح عن كاهلك الأحمال، فأنت لست وحيد بعد الآن، فأنا بجوارك في كل حال و إن سألتني لماذا أحببتُكَ؟ لأنكَ رجل لكَ كبرياؤيك وتُخطئ، ولكن عندما تسقط فأنكَ تعود أقوى من ذي قبل.

لستُ ملاكًا لأبحث عن ملاك ولكنني أبحث عن رجل يحمل أخطاءه بفخر ويمضي وهو مُكنس الرأس بالأسف على تلك الأخطاء.

وعندما فتحتُ عيناي لم أرى أحدًا سواك، لهذا تُقت دومًا لمُلتقاك وكُنتَ دومًا لفرحتي العامل والآن لتُخبرني، ماذا لو أحببتُكَ؟ ماذا عساك بفاعل؟

تعليقات

التنقل السريع