الألم

القائمة الرئيسية

الصفحات


لا أَدري ولكنَّي أَظنُ أنَّ الألمَ أُعجبَ بقلبي، فاتخذه مسكنًا له، ولم يَعدْ يُريدُ الرحيلَ عنه، فأصبح الوجع والألم لا يُوجد لهما أي موطنٍ غير قلبي، أصبحت حياتنا باللون الرمادي باهتة ومشوشة، لا نَدري ماذا نفعل؟ أين نوجد؟ أهدافنا، أحلامنا مشوشرة، نَسيرُ بطريقٍ لديجور لا نَرى أو نُدرك شيء، إلى أين نسير؟! ماذا ينتظرنا بنهاية الطريق؟! لا نَعلم إلي أينَ وجهتنا؟! غير أننا نَسير فَقط، أحلامنا، شغفنا، طاقتنا، أحبابنا، أشخاصنا المفضلة كل هذا يَفصلنا عنهم قطار يَتحركُ بسرعة البرق، ولكن لا يوجد نهاية لهذا الطريق؛ فأصبحنا نحن في جهة وهم في الجهة الأخرى، لا نستطيع اللقاء وحائرون كيف ذلك؟! أما قَلبنا فيكويه الألم الذي سكنه، يَكاد التفكير يقتلنا، إذا كنا لا نستطيع الوصول ولا يوجد طريق للقاء، لماذا سنعيش؟! ما هو الحل؟! أصاب الإرهاق والعجز أجسامنا، ونحن لم نتجاوز من العمر العشرين، تُحاوطنا الوحدة من جميع الجهات، لمن سنبوح عما بقلوبنا فأحبابنا وأشخاصنا المفضلة بالجهة الأخرى، عيوننا أصبحت لا تريد النوم وكأنها أصابها التحجر، فزداد سوادها، أفواهنا أيضًا لا تتحرك وكأن التحجر والتصلب لم يسكن أعيننا بل سكن أجسامنا أيضًا، أصبحنا نبكي بقلوبنا ونصرخ ونتألم بدون نزول دمعة، لقد أصاب الجسد الجمود كأرض أصابها الجفاف فأصبح لا يسكنها أحد غير الشمس الحارقة التي تكويها، وعندما يحل الصمت وجعي على صمتي لا يزول أيضًا، إلى متي سنظل هكذا؟ متى سنلتقي ويتوقف ذاك القطار؟! أدمغتنا فقدت الأمل أصبحت كمتاهات متداخلة في بعضها، أعيننا مفتحة، قلوبنا تنزف ألمًا؛ ولكن هذا الألم لا يقتل القلب وينهي وجعه بل وكأن القلب أيضًا يتجدد كلما قرب على الإنتهاء، وكأنه وجد الألم مؤنسًا له، وأعجبه طعم ألمه، ها نحن ساكنين وأعيننا مفتحة، وعقولنا مشوشة، وكأننا نجلس منتظرين أن توجد نهاية لهذا القطار ويكون الملتقي بما نريد وينتهي ذاك الألم الداخلي الذي يتغذي علينا وينهش أجسامنا أكثر فأكثر في كل ثانية تَمر.


بقلم : نورهان جمال

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع