أسيرُ ليلًا على شطِّ الهوى، تخشى ذاتي من الخوضِ في بحره؛ خشية من الغرقِ، أسمع صوت لآلىء البحرِ وهي تهتف قائلةً: فلتكن بحَّارًا في أعماقِ بحر الهوى.
وكلما سمعتُ تلك الأصوات يزداد الخوف في قلبي؛ لأن الهوى يجذبني إليه مجددًا، ثم أركض كأنني أهرب من ليثٍ ينهش الأجساد، أركض إلى غرفتي الهادئة، ثم أقوم بِفتحِ مذكّرتي كاتبًا: كُنتُ في بحرِ الهوى غواص، وكنت لآلىء البحرِ صديق، كُنت متيّم بذلك البحر، حتى غَدرت أمواج البحرِ على وفائي؛ تركتني على الشطِّ جثة هامدة، حينها أيقنت أن بحر الهوى لا يريدني، والحقيقة المبهمة تريدني أن أعثر عليها، وجدتُ تلك الحقيقة التي كانت تكمن بداخل كل إنسانٍ، وهي: المشاعر ترشدنا للضلالِ إن كانت بلا راشدٍ، والهوى يرشدنا للهلاكِ إن كان بلا مُحكّمٍ، فإنْ كان العقلُ مُغيبًا؛ فالردى نهاية المطافِ.
بقلم : أمينة حسن

تعليقات
إرسال تعليق