ما تمنيت أبدًا يا أبي أن يمر تلك الوقت الذي مرَّ سريعًا للغاية لدرجة أنني لم أشعر أنني مررت به أصلا، أو عشتُ يومًا واحدًا منه، كنت لا أنعي للدنيا همًا، ولا أعلم ماذا تعني كلمة مسؤلية الذي تركتني يا أبي هذا الحين أتحملها وحدي، والآن أنا أتساءل لماذا صرتُ كبيرًا؟
لماذا مرَّ الوقت سريعًا؟ ووضعتني في وجه المدفع حتى بدون أي مقدمات، أعلم أنني كنتُ أتدلل كثيرًا منذ صغري؛ كنت تقول لي حينما تكبر لا تجدُ ولا شيء من هذا وسوف يكون لك أولاد هم من ينتظرون منك هذا، لكني لم أتخيل أبدًا أن يمرَّ الوقت سريعًا وأُحرم من كلِ هذا، كنت أود أن أظل طويلًا يداي متعلقة بيديك هكذا لا تُفارقها أبدًا، ولا أسير في طريقٍ بمفردي، كنتُ أُريد أن تظل يدي عالقة بـِ ملابسك إلى أين تذهب لأن هذا كان هو معنى الأمان بالنسبة لي، وللأسف منذ أن تركت يدي يا أبي وأنا لا أشعر بالأمان، ولا أجد له معنى مهما بحثت عنه طويلًا، لا أمان يُساوي أماني بين يديك يا أبي.
بقلم : هاجر عبد الحميد

تعليقات
إرسال تعليق