حَياة عجيبة وكأنَّها متاهة تُريد فقط طحن عظامك وتعذيبك؛ حينما تبعث أوابدها كل حين وآخر؛ ليبعثروا هدوئك ويزيدوا من آلامك، كأنّك عدو لها وليس إنسانًا يعيش بها لوقتٍ معين، فهي تضطر الإنسان بأكثر الأوقات أنْ ينقلب حاله ومزاجه كل ثانيةٍ وأنْ يتخذ أشخاصًا وهميين بنظره؛ كي يشاطرهم الحديث بدلًا من الأناس الخارجين لعدم ثقته بهم، أو لكثرة خذلهم وجرحهم له، أو أنَّه يَخاف الاقتراب منهم، الأهم أنَّه يبني عالمًا لنفسه ويتعايش فيه هاربًا من نفسه وما يجول حوله، ويُصبه الانفصام ويجري بعروقه ظنًا أنَّه منه طريق النجاة؛ ولكنه بداية الانهيار التدرجي والدمار لانتشار سموم الانفصام بالعقل وضخَّها لباقي الجسد؛ فجميعنا يضطرب حالنا ونُفضِّل العزلة ويجذبنا ذلك لزيادة اضطرابنا النفسي وانفصالنا عن الاتصال بالواقع، وتضحي الهلوسة كالعدو المتنكر بزي الصديق لنا، وكُلّما تملَّك منا الانفصام ازداد بداخلنا الاختلاف أنحن كإنسان بوجه واحد، أم نتشابه مع المنافق بتعدد الوجوه؟ المحزن أنه يتغذّى علينا ويملأنا صرعات وجنون وفقدان حياتنا رويدًا رويدًا، فهل لذلك حل؟ لا أدري متى أعود لرشدي وتعزية ذلك الانفصام بداخلي وأعود ليومي المعتاد.
بقلم : نورهان جمال گ أوركيد

تعليقات
إرسال تعليق