بقلم/ سمر رمضان
كم أتمنىٰ أن يصبح العالم أفضل! تراودني تلك الأمنية مرارًا وتكرارًا، تراودني حينما أرىٰ أناس يتألمون يشكون من ألم الفقر، والمرض، والظلم، والفساد، والمعاناة، تراودني حينما أسير بالشوارع فأنظر في وجوه الناس وأرىٰ معاناتهم، تراودني حينما أُقَلّب في محطات التلفاز، فأرىٰ قتل، وظلم واستبداد، وحروبٍ، ودمار، وأطفال وشباب وشيوخ ونساء، كثير منهم يموتون في غياهب السجون، وللسجون أنواع أولها ذلك السجن الذي يتكون من أربعة جدران مثله مثل غرفة قبر ضيقة يُبنىٰ فقط للمظلومين والمدافعين عن الحق؛ الذين يريدون العيش بكرامة وحرية، ثانيها سجن العقل، وناهيك عن سجن العقل عندما يُصبح سجن وسُجان! ثالثهما سجن الدنيا وذلك السجن الأكبر؛ فهي سجن المؤمن وجنة الكافر..
فيأتيني هاتف يقول لي "ماذا سيحدث غدًا؟ ماذا سيحدث في المستقبل؟
فيقول لي عقلي "مالكِ ومالِ غدًا؟ مالكِ ومالِ المستقبل! اتركي تلك الهواجس فإن المستقبل بيد اللّٰه، اليوم نحن موجودون وغدًا لا. ولكن تأتي تلك الهواجس مرةً أخرىٰ فيغوص عقلي في المجهول، وكلما غاص العقل بالمجهول كلما صار الأمر مُريبًا، وبتلك اللحظة ينفصل ذهني عن الوجود تمامًا، وكأنه بعالم آخر فلا ترىٰ إلا جسد أصابهُ الجمود، انفصل عنه الذهن؛ ليجول في رحلة بالأعماق، هذا فقط في اليقظة؛ أما في المنام يصير الأمر مختلفًا؛ لأن الروح هي التي تنفصل عن الجسد وتجول بالعوالم، عالم وراء الآخر، جميعها عوالم خَرِبَه، أصابها الدمار، وكأنها ترىٰ المستقبل!
وبعد أن تقوم الروح بجولتها تعود مرة أخرىٰ إلى الجسد فأستفيق على دقات قلبٍ متسارعة فأهمس له " اهدأ، اهدأ.. كان هذا فقط حُلمًا " وهنا تُرادوني تلك الأمنية مرة أخرىٰ وأُقول لنفسي " كم أتمنىٰ أن يُصبح العالم أفضل"

تعليقات
إرسال تعليق