أترى ذلكَ الصُمودَ الذي يرتسم على شفتي، والثَبات الذي يحتوي أصابع يدي، والضمَّة التي تجمَع بينهم، شتى ذلك ما هوَ إلا مُحاولة إخفاءِ فيضانٍ من الدَمار يستوطن عقلي، فتلكَ القوة التي أتظاهر بها زائفة ولا وُجود لها في عَيشتِي؛ لأن هيجان أمواجِ بحر تفكيري كَانت في بداية الأمر اعتيادية تجعلني شخصًا عاديًا، ثم تطورت وصارت كلونِ الغيوم إبان صفاءِ السماء؛ فدُمرت نظرتي تِجاه الأمور التي تمثلت لي وكأن الجميع من أغصان شجرةِ النقاء خُلق، ثم انفلتت زمام الأمور عن السيطرةِ، وغدت الأمواج هادئة في أكثرِ أوان كُنت أودُّ فيه أن تكون مُنفعلة؛ لأن رُكودها أنبأني بتدهور دُجنتي إلى الديّسَم القاتم، وجُل ما أعانيه لن يسلبَ مني سلامَ ملامحي الخارجية؛ حتى لا تنفلتَ أسناني وتُدمر ما أُحب.
بقلم : مريم الديب

تعليقات
إرسال تعليق