عادة عجيبة

القائمة الرئيسية

الصفحات


لا أدري ما المنطق من التفاخر في خروجاتِ الرفاق! ومتىٰ صارت بالأموال غير‌ الهيام؟ 

أتعجب كثيرًا عندما أرىٰ رفيقات يؤجلنَ موعد التقائهن لأيامٍ وأسابيع؛ جراء امتلاكِ عدد من المال، يُمكنهنَّ من الذهاب إلى أفخم المطاعم والحدائق وأرقاها، والتقاط أبهى الصور في أجمل الأماكن، في حين أنه بإمكانهن التقابل بدونِ وجود شتى ذلك! 

أدرك أن اقتناء أعظم الوجهات عظيم، بل إنه مطلوب، ومُحبب فعله، لكن عندما يصير عائقًا بينك وبين مرافقة خليلتك، وقضاء وقت مُبهج برفقتها يغدوا رائعًا أي: مُفزعًا! 

تلكَ الأحداث الشائعة في عصر التفاخر والتباهي، لا أعتبرها تمدُّ للصداقة بصِلة، ولا تعبير يُناسبها سوى استحقار المكانات، وإظهار أن المحبة تستدعي الأموال، وذلكَ أكبر خطأ يطبِّقه الأفراد. 

نخرج؛ لنهرب من صعاب الحياة داخل عالم أصدقائنا، نشتري بالمال الذي تمكنا من جَمعه -دون تقليل من قيمته، أو ضغطِ أهلنا فيه- ما نشتهِي من الأمور -البسيطة- التي تسيطر علينا محبتها، أو الرغبة في تجربتها، نتسامر بأمان عن تفاصيل أيامنا ومآزقها، ونتبادل الصور في مكان عاديٍّ من الخارج، إلَّا أنه محبب لقلوب الكثيرون؛ كالمكتبة أو النادي، نوثِق أبسط لحظاتنا التي تحتضننا أثناء تألمنا، وذلكَ هو الغرض الأساسي من مقابلة الأحبة. 

تذكَّر: بإمكانكَ الاستمتاع دونَ البذل؛ المُتعة في الرفيق لا المُشترىٰ.


بقلم : مريم الديب

مسئول قوافل خارجيه لدى جمعية رساله

تعليقات

التنقل السريع